الاثنين، 13 أبريل 2009

في من نزلت اية التطهير

(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : 33]
(هذا هو نص الاية الكامل الذي يقتطعه بعض الناس بشكل متعمد )
ومن الادلة القاطعة ان هذه الاية نزلت في نساء النبي هو سياق الاية فنجدها بدات بخطاب نساء النبي وتامرهن بان يقرن في بيوتهن والا يتبرجن وباقامة الصلوة وايتاء الزكاة واطاعة الله والرسول,لكن لما تبين مافي هذا من المنفعة التي تعمهن وتعم غيرهن من اهل البيت جاء التطهير بضمير المذكر لانه اذا اجتمعالمذكر و المؤنث غلب المذكر حيث تناول اهل البيت كلهم وعلي وفاطمة والحسن والحسين اخص من غيرهم بذلكلذلك خصهم النبي بالدعاء لهم كما في حديث الكساء.
ونستدل ونثبت لمن نفى ان تكون نساء النبي قد دخلت هذه الاية بالقران نفسه اذ اورد القران الكريم نفس اللفظ بظروف مختلفة وكلها كان الخطاب بها للزوجة,ومما لا يخفى في لغة العرب ان ان زوج ارجل من اهله لذلك ورد في بعض الكلام اذا اتى احدكم بعض اهله ,وهذا لا خلاف فيه ان الرجل لا ياتي من اهله الا زوجته ,ومما جاء في القران الكريم:

1.قال تعالى (الُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) [هود : 73]
والمخاطب بهذه الاية بالاجماع هي سارة زوجة ابراهيم وهذا دليل على ان زوجة من اهل البيت وهنا لا يجوز ان يقال كما قال البعض انها كانت حبلى بولد اذ ان الاية تتحدث عن البشارة بنبي الله اسحق ومن ادعى هذا فقد اخطا .

2.وقال تعالى ( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) [القصص : 29 والمخاطب هنا ايضا زوجة موسى عليه السلام .

3.وقال تعالى ( وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [يوسف : 25]
فالمخاطبه هنا عزيز مصر وزوجتة وهذه ادلة واضحه ان زوجة الرجل من اهل بيته.
وهذا جواب الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله عن السؤال ذاته:
يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-ردا على سؤال مماثل :اعلم أن بعض الناس قد تكلموا في هذه الآية بالرأي فزعموا أن المراد بأهل البيت جميع ذرية فاطمة عليها السلام والرضوان ما تناسلوا ، وأن إرادة الله تعالى هي مشيئته المطلقة التي بها الخلق والتكوين ، ومن ثم بحثوا في عصمة الشرفاء أو حفظهم من الذنوب، فقال بعضهم : إن معاصيهم صورية لا حقيقية فيجب تأويلها كالمعاصي التي نُسبت إلى بعض الأنبياء ، وبهذا قال بعض الصوفية، وبحث ابن حجر الفقيه في ذلك بأنه مخالف للمشاهدة ، واختار هو حفظهم من الكفر دون المعاصي ، وقال : إنه يكاد يقطع بذلك، وقال بعضهم : إنها خاصة بعلي وفاطمة وولديهما ، ولهم في هذا روايات، وبعضهم أنها تشمل معهم بقية الأئمة الاثني عشر فهم المعصومون .
والحق الذي لا محيد عنه إلا إلى الهوى ، أن المراد بالبيت في الآية بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يسكنه وهو جنس ، والمراد بأهله هو ونساؤه ، وذكر ضمير الجمع المذكر تغليبًا للأشرف إيذانًا بأن العناية به ثم بهن تبعًا له أو رعاية للفظ الأهل ، والعرب تستعمله ومنه : [ إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ .. ]( النمل : 7 ) وقوله : ( 29 : 28 [ فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا .. ]( طه : 10 ) ونحو هذه الآية قوله تعالى : [ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ ]( هود : 73 ) والخطاب لامرأة إبراهيم عليه السلام .
هذا ما يقتضيه السياق ويتبرأ من كل ما يخالفه , فإن العبارة جاءت في آية معطوفة على عدة آيات فيهن بالنص الذي لا يحتمل التأويل، والمراد بالإرادة فيها ما يقصد ويراد من شرع تلك الأحكام الخاصة بهن لا إرادة الخلق والتكوين ابتداءً فقوله : [ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ ]( الأحزاب : 33 ) .. الخ هو كقوله عز وجل في آخر آية الوضوء والغسل والتيمم من سورة المائدة : [ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ]( المائدة : 6 ) , وقوله بعد ذكر أحكام الصيام وما فيها من الرخصة : [ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ ]( البقرة : 185 ) كل ذلك بيان لحكمته تعالى في تلك الأحكام ، وما فيها من الفائدة للأنام إذا هم عملوا بها , لا يفهم منها إرادة الخلق والتكوين ابتداءً .
مَن فهم هذا - ولا تُحْمَل الآية سواه إلا بتحريفها عن موضعها - علم أن ما ورد من الروايات في تخصيصها بفاطمة وعلي وولديهما مما يتبرأ منه سياق الآية ؛ إذ يصير معنى الآيات يا نساء النبي لا تفعلن كذا ومن يفعل منكن كذا فجزاؤه مضاعف ضعفين ، يا نساء النبي افعلن كذا وكذا ، إن الله لا يريد بهذه الأوامر والنواهي إلا إذهاب الرجس عن علي وزوجته وولديه وتطهيرهم من كل ما يفضي إلى اللائمة تطهيرًا كاملاً .
وإن رواية تفضي إلى هذا مما يُقْطَع ببطلانها ، وإن صحح بعض المحدثين سندها ، بل أقول : إنه لا معنى لإدخالهم في عموم الآية فضلاً عن تخصيصها بهم ولا مزية في ذلك لهم ، وهم غير مخاطَبين بتلك الأحكام التي شرعت لأجل إذهاب الرجس بالعمل بها ، وإنما كان يكون في ذلك مزية لو كانت الإرادة للتكوين وكان الإخبار بها ابتدائيًا غير معلق بشيء .
أقول هذا وأنا علوي فاطمي حُسيني الأب حَسني الأم عالِم بالأخبار والآثار الواردة في ذلك , وأفضِّل فاطمة بنت الرسول عليه الصلاة والسلام على أزواجه أمهات المؤمنين ؛ لأنها بضعة منه ، لكن كتاب الله فوق كل شيء , وحكمه فوق كل حكم , وهو قد خص أزواج نبيه بأحكام فهُن بها ممتازات على بناته وعلى جميع النساء أو الناس ، وإن فضلهن بعض الناس بمزية أو مزايا أخرى كما يَفضُل أبو بكر وعمر عائشة وحفصة .
وإنني لأعجب أشد العجب كيف عظم افتتان الناس بالرواية في الصدر الأول وإن كانت مخالفة لصريح القرآن حتى قال من قال في هذه الآية : إنها خاصة بأهل الكساء أو عامة لبني هاشم و بني المطلب لحديث الترمذي والحاكم في الأول , وحديث الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وأبي نعيم في الثاني , ولا يصح في ذلك شيء خلافًا للترمذي والحاكم .
ولله در عكرمة إذ كان يقول : ( من شاء باهَلْتُه أنها نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ) وهو ما يرويه عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما كما رواه ابن أبي حاتم و ابن عساكر، وروى ابن جرير أن عكرمة كان ينادي في السوق أن قوله تعالى : [ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ ]( الأحزاب : 33 ) نزل في نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولا يحتاج إلى شيء من الروايات في فهم الآية فإنها في سياقها لا تحتمل غير ما قلنا كما هو ظاهر لكل قارئ له معرفة باللغة .
وقد علمت أن الآية لا تدل على عصمة أهل البيت , وإنما معناها أن الله تعالى شرع لهن تلك الأحكام التي منها أن جزاءهن على الفاحشة وعلى الطاعة يضاعَف ضعفين لأجل إذهاب الرجس عنهن وتطهيرهن تطهيرًا إذا هن امتثلن وأطعن الله ورسوله , ولا معنى لوعيد المعصوم من الذنب بمضاعفة عذابه عليه، فإذا فرضنا أن ذرية فاطمة داخلة في أهل البيت هنا لم يكن معنى ذلك أن يستحيل عليهم الفسق فإذًا هم كغيرهم من البشر فيما يجوز عليهم ويمتنع وهو ما تؤيده المشاهدة التي لا مكابرة فيها , فإن لم نقل بهذا كنا بين أمرين : تكذيب الحس أو قذف الكثيرين من الشرفاء بأنهم أولاد زنا والأول جنون والثاني حرام.والله أعلم .
ومع ذلك كله فالايه لاتعني العصمة لاحد لان اذهاب الرجس لايعني في اللغة العربية ولا في لغة القران معنى العصمة يقول الراغب الاصفهاني في مفردات الفاظ القران مادة الرجس :الرجس الشي القذر ،قال رجل رجسي ،رجال ارجاس قال تعالى ( رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوه ) المائدة
والرجس من جهة الشرع :الخمر والميسر .. وجعل الكافرين رجسا من حيث الشرك بالعقل اقبح الاشياء،
قال تعالىَ ( وأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) التوبة، وقولة تعالى )َيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) [يونس :
100 ]
وقيل الرجس:النتن وقيل:العذاب وذلك كقولة تعالى (انما المشركين نجس ) التوبة وقال (وْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ)الانعاموبالجملة لفظ رجس اصلة القذر ويراد به الشرك كما في قوله تعالى )َاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) [الحج : 30 ]
ويراد بها الخبائث المحرمة كالمطعومات والمشروبات ونحوه قال تعالى (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماًمَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) الانعام
وقال تعالى (انَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ) المائدة والتطهير من الرجس لايعني اثبات العصمة لاحد لان كلمة الرجس لايراد بها ذنوب الانسان واخطاؤه في الاجتهاد انما يراد بها القذر والنتن والنجاسات المعنوية والحسية فان كلمة التطهير لاتعني العصمة ،فان الله عز وجل يريد تطهير كل المؤمنين وليس اهل البيت فقط ، وان كان اهل البيت هم اولى الناس واحقهم بالتطهير،
فقد قال الله تعالىعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ ) المائدة وقال تعالى (خذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ) التوبة ،
وقال تعالى عن رواد مسجد قباء من الصحابة (فيه رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) التوبة ،
وقال تعالى عناهل بدر( وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ) الانفالفكما اخبر الله عز وجل بانه يريد تطهير اهل البيت اخبر كذلك بانه يريد تطهير المؤمنين فان كان في ارادة التطهير وقوع للعصمة لحصل هذا للصحابة ولعموم المؤمنين الذين نصت الايات على ارادة الله عز وجل تطهيرهم ولكن الهوى هو الذي جعل من اية تطهير اهل البيت دليل للعصمة دون الايات الاخرى التي ذكر الله فيها تطهير للصحابة،والعجيب من علماء الرافضة انهم يتمسكون بالايه ويصرفونها الى اصحاب الكساء فقط ثم يصرفون معناها من ارادة التطهيرالى اثبات العصمه و يتناسون في الوقت نفسة ايات اخرى نزلت في ارادة الله عز وجل لتطهير الصحابةبل هم في المقابل يقدحون فيهم ويقولون بردتهم وكفرهم مع ان الله عز وجل نص على ارادة تطهيرهم بنص الايات.
____
الفتوى بتصرف عن موقع الاسلام اونلاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق